رحلة خروج بني إسرائيل
ولد سيدنا موسي عليه السلام في مصر بمحافظة الشرقية ـ كما يذكر
المؤرخون ـواستطاعت أمه أن تخفيه عن أعين فرعون مصر وجنوده ثلاثة أشهر،
حيث كان فرعوني يقتل كل طفل يولد للعبرانيين منعاً لزيادة نسلهم ومن
ثم تهديد أمن الدولة.. واختلف المؤرخون في اليم الذي ألقي فيه موسي..
هل هو ترعة السماعنة أم بحر البقر أم بحر موسي ولكن ثمة اتفاق علي أن جنود
فرعون التقطوه عند صان الحجر التي نشأ فيها، وتتوالي الأحداث حتي نصل
إلي المواجهة بين موسي وفرعون مصر الذي تشير بعض المراجع التاريخية إلي أنه
رمسيس الثاني ثم بدأت رحلة خروج موسي عليه السلام من مصر حين دعا قومه
للاستعداد للخروج من مصر سراً وفي جماعات صغيرة حتي لا يلتفوا الأنظار
وأن تكون تحركاتهم خفية في الظلام.
اتفق موسي مع قومه أن يتجمعوا عند ساحل خليج السويس في المكان المواجه
لعيون موسي في سيناء.. وبدأت رحلة الخروج من بلدة »قنطير« وهي تقع
بالقرب من فاقوس بالشرقية ومنها إلي »سقط« المعروفة الآن بالصالحية ثم
إلي »إيثام« الواقعة شرق الصالحيةوكانت إيثام موقعاً لإقامة البدو
وسماها هيرودوت »شاسو« وتعني أسياد الرمال. ومن إيثام انتقل موسي
وقومه إلي »ثيل« علي ترعة حورس القديمة وتقع في نفس المكان الذي تقع
فيه مدينة القنطرة حالياً وإلي هذا المكان كانت تتجه ترعة من مياه الفرع
البيلوزي تسمي بمياه حورس أما الفرع البيلوزي نفسه وهو فرع النيل الشرقي
فكانت تسمي مياه رع »الشمس«.
ومن ثيل انتقل موسي إلي يم صوف وتقع حالياً بين »البلاح« وبحيرة
المنزلة شمال القنطرة غرب قلعة المجدل في سيناء وأرضها منخفضة ثم إلي تل
»أبي ضبعة« ويقع شرق القنطرة شرق حالياً ووفقاً للقصص القرآنية فإن
فرعون عند ما علم بأمر الهروب طارد موسي وقومه ونزل الوحي علي موسي أن
يضرب بعصاه البحر فحدثت المعجزة وعبر موسي وقومه إلي سيناء ويحدد المؤرخون
منطقة جنوب خليج السويس مكاناً لحدوث المعجزة الإلهية وإن كان بعضهم
للأسف يعزي العبور إلي حالة المد المنخفض وأن جنود فرعون سقطوا في قاع
البحر وليست المياه هي التي انطبقت عليهم، وقضي موسي وقومه من بني
إسرائيل فترة في أرض سيناء ثم أوحي الله إليه أن يخرج منها إلي الأرض
المقدسة في بلاد الشام لكنهم خالفوه، وجبنوا وقالوا له إن فيها قوماً
جبارين ففارقهم موسي عليه السلام وانطلق مع »يوشع بن نون« في سيناء
وانقطع لعبادة الله وأمضي شيخوخته يعبد الله قريباً من نهر الأردن دون أن
يعبره إلي فلسطين وظل في هذا المكان حتي مات ودفن في »مؤاب« وعاقب
الله بني إسرائيل بالتيه في سيناء أربعين عاماً كما نزلت الشريعة علي
موسي في جبل سيناء وتجلي الله لنبيه فوق جيل سيناء الذي اهتز ومن ثم فإن
سيناء تعد أقدس وأطهر مكان علي وجه الأرض، إنها المكان الوحيد الذي تجلي
فيه الله، هي المكان الأقدس علي وجه البسيطة والذي أمر الله فيه موسي
قائلاً: »اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي«.. صدق الله العظيم